«لغة الحب» قصة قصيرة للكاتبة مونيا بنيو منيرة | الجزائر

الكاتبة مونيا بنيو منيرة
الكاتبة مونيا بنيو منيرة

وقفتْ طويلا أمام النافذة شاردة لبرهة، وهي تأكل خصلات شعرها، وتمتص رحيق أصبعها ، ثم جلست بجانبي ف​أخدت تقلب محطات التلفاز من قناة إلى أخرى، 

ثم اتجهت إلى مكتبي أخدت بعض المال واستأذنت​ للخروج لزيارة والدتها، وتعود بعد ساعتين وهي في كامل زينتها ، وأناقتها بالرغم من أنها لا تحب الإفراط وتبذير المال، في مستحضرات التجميل، فهي تعلم مقدار جمالها الساحر دون ملونات،  كل هذا وأنا أتجاهل رحيق  روحها، وعطر تميزها وتغيرها ، وأراقب ردة فعلها وكأنني لم أر شيئا من جاذبيتها، المذهلة، أعلم أن زوجتي تحبني جدا و مجنونة حين تغار وأدرك أن في غيرتها انتحار وأنا كنت بارعا في إضرام نيرانها.

فلنعد إلى البداية .

كنا البارحة بحفلة صديقتها ، فرايتها  أقل اهتماما بنفسها ، رغم جمالها فتعمدت إثارة جنونها، فرحت أضحك مع ماريا، وأمزح مع جوليا، وكانت الكثيرات التففن حولي وكانت تراقبني، رحت أستفزها وأنا أحدث نفسي وأقول : كنت سأكون أسعد لو أنها اعتنت بنفسها قليلا، كانت ستكون أميرة ، بقليل من الأناقة، فكرت بكلام صديقي حين تحدثنا يوما وعلمني تعويذته السحرية أستخدمها حين أرى روتينها، وإهمالها، لنفسها أكثر مني  ومن بيتها.

ناديتها  ببرودة دون ذكر اسمها نهضت من أمام رزمة كتبها وجاءت تحمل بيدها قلمها، وباليد الأخرى ورقة  تمعن النظر فيها

نظرت في عينيها وقلت لها :  حبيبتي يبدو أنك مشغولة جدا لا تبالي ارجعي لكتاباتك ولا تهتمي لأمري سأهتم بأمري من اليوم فصاعدا.

 لن أزعجك كانت سعيدة وهي تقول لي أخيرا تفهمت حالتي وخاصة عندما ينزل الإلهام لأكمل كتاباتي.

ابتسمت ابتسامة ماكرة وقلت :  أعجبت كثيرا بصديقتك ماريا ما رأيك بها وبأناقتها حتى جوليا على ما يبدو سأتزوج إحداهن  سأعدد يا ملهمتي..! رمت ورقتها وقلمها ورمقتني بنظرة حادة وتمتمت وابتعدت ليبدأ جنونها في جمع كتبها وإخفاء أوراقها.

 إنها الآن ترسم ملامحها وتطلي أظافرها وبعد قليل ستلبس أخر ما اشتريت لها وتتعطر بآخر زجاجة عطر اقتنيتها لتبرز كل مفاتنها، ثم تحضر علبة مكسرات تقترب مني لأحدثها فترمي كل تلك المكسرات على الأرض وتهددني.  وعينيها مليئة بالدموع لم أنس ما فعلت بي تلك اليلة والله لو أعدتها سأقتلكم ثلاثتكم تم تصرخ  صراخ مجنونة وتقول لقد أعذر من أنذر لو فكرت بغيري   

رحت أهدئ من روعها وأطفئ نار جنونها وأخبرها بكل حب أنها أجملهن وأذكاهن وأقول لها إلى متى وأنت لا تعرفين قدرك ومقامك وجمالك بقلبي إلى متى سأظل أثير غيرتك، وأعيد مسح الغبار عن جمالك ليزيد جنوني في توهجك.